31 كانون الثاني 2018
تولي أمريكا اهتماماً أكبر لوسائل إعلام صربيا، وسوف تستثمر المزيد من الأموال فيها، لأن أعضاء مجلس الشيوخ، يقولون إن سبوتنيك هي منافس جاد للإعلام الغربي والدعاية الغربية في الفضاء الإعلامي الصربي.
بعد سوريا وأوكرانيا، تسارعت الأمور، وتصاعدت الحرب الدعائية، كما يقول الصحفي سلوبودان ريليجيتش، كرد فعل أول على قيام الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بتقديم “برنامجاً مشتركاً لمساعدة وسائل الإعلام في البلقان” في سراييفو، وكان تركيزه على تطوير الإنترنت. واستهدف وسائل الإعلام في البوسنة والهرسك ومقدونيا والجبل الأسود وصربيا و “كوسوفو”.
استمر البرنامج مدة ثلاث سنوات وبلغت قيمته سبعة ملايين دولار. وقالت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى البوسنة والهرسك، مورين كورماك، عن تقديم “البرنامج” في سراييفو: إن الإعلام الحر أساس الديمقراطية، وفي المنطقة بأسرها، موضحة أن وسائل الإعلام تتعرض “لضغوط من مصادر مختلفة”. وأن البرنامج سيدعم وسائل الإعلام المستقلة.
التغيير الرئيسي – المحتوى
يقول الصحفي سلوبودان ريليجيتش في حولؤ مع وكالة سبوتنيك الروسية: “يجب أن نفهم أن صربيا هي الجبهة المتقدمة الآن، هي ساحة الحرب، وقد نشرت في العام الماضي كتاب “الإعلام والحرب العالمية الثالثة” بعنوان فرعي “اعتبر نفسك متحركاً” وتناول ما يجري.
يضيف، لذلك، من الواضح أنها الآن عملية تتكثف بشكل متزايد. لقد رأيت الآن أن خطتهم الجديدة تم نشرها بشأن “من هم أعداؤهم في العالم” حيث يتم التأكيد بشكل مباشر على “الصين وروسيا” كأعداء، ونحن في مقدمة مناطق صراع واشنطن مع أعدائها.
ويتابع، ستأتي الأموال المخصصة لمواقع الإنترنت المذكورة في البلدان الخمسة، وسيكون التغيير الرئيسي في المحتوى الذي تبثه هنا.
“سيصبح قريباً المزيد من الأصدقاء للولايات المتحدة في هذه الحرب الدعائية. ومن بينهم صرب. كما تأسست فجأة جمعية الصداقة الأمريكية الصربية. وهناك قصة رفع العلم الصربي لمدة خمس دقائق في البيت الأبيض. إنهم يفعلون ذلك الآن لأن الحملة المناهضة لروسيا يديرونها بشكل مكثف لمدة عام أو عامين، وكانت تعطي نتائج سيئة للغاية”.
على الرغم من أنه الإدارة الأمريكية ستخفض ميزانية وزارة الخارجية بنسبة 30٪، ما يعني الجزء الذي يشير إلى مساعدات الدولة الأمريكية، إلا أن سياسيون وباحثون يرون أن المساعدات الخاصة بصربيا لن تتأثر أو تتناقص، وهناك سببان. الأول: أن صربيا تلقت القليل من المساعدة لدرجة أنها لم يتم تسجيلها عملياً في منحنى التكلفة في وزارة الخارجية، والآخر هو روسيا، والتقدير الأمريكي هو أن روسيا تقاتل مع الغرب من أجل النفوذ في صربيا، في البلقان، في أوروبا.
سوروس لا يزال القناة الرئيسية
“لذلك، تولي أمريكا مزيداً من الاهتمام لوسائل الإعلام الصربية، وسوف تستثمر المزيد من الأموال. كما لا شيء يحفز واشنطن في الوقت الحالي مثل كلمة روسيا. كل ما يتعلق بروسيا، كل شيء تكون فيه روسيا قوية، يريد الأمريكيون إضعافها.
“إذا كانت صربيا، فلن يدخروا جهداً لقمع النفوذ الروسي أو الوجود الروسي في صربيا، أي إبلاغ وزارة الخارجية والكونغرس وما إلى ذلك على الأقل بأنهم استثمروا الأموال والجهود في قمع روسيا في البلقان”.
لذلك، ظل جورج سوروس ووزارة الخارجية الأمريكية ينسقان إجراءاتهما منذ البداية. وبشكل عام، عندما لا تمتلك الدولة ما يكفي من الأموال أو المصالح، فيمكنهم دائماً القفز والاندفاع، وغالباً ما تعمل العديد من المؤسسات الخاصة الأمريكية معاً.
إن ما يفعله صندوق المجتمع المفتوح وما يفعله جورج سوروس، تم الاستيلاء عليه بالكامل لإزالة وصمة العار عن المساعدات الأمريكية. ثم يقولون إنها ليست أموالاً لوكالة المخابرات المركزية، وليست أموالاً حصلنا عليها من خلال وزارة الخارجية، وليست أموالاً حكومية أمريكية، إنها أموال خاصة بالكامل.
في الواقع، من المعروف كل ما سبق بشكل خاص عن مؤسسة سوروس، وكل هذا يتم بالتنسيق مع وزارة الخارجية وبالتنسيق مع السفير الأمريكي في كل بلد.
إن اشتداد الحرب الإعلامية والدعاية يؤدي إلى صراع حقيقي، لكن، هناك بعض التقلبات والمنعطفات وأن لا يؤدي ذلك إلى حرب حقيقية.
الحرب الدعائية جزء لا يتجزأ من الحرب ولا تختلف إطلاقاً عنها، مع اختلاف أنها لم تصل إلى منصات الإطلاق ولم ترسل جنود مشاة. إن هذا الوضع يجب أن يؤخذ على محمل الجد.
يحتتم ريليجيتش حديثه قائلاً: “صربيا مرة أخرى هي أهم نقطة على جبهة البلقان، لأنهم يدركون أن بعض النقاط قد فازوا بها، مثل كرواتيا، والمشكلة الرئيسية هي صربيا والبوسنة والهرسك، وهي دولة نصف صربية”.