كلمة فارس الشهابي رئيس وفد مجلس الشعب إلى ملتقى منظمة التجارة العالمية
14 تموز 2018
قبل أن يكون هناك منظمة التجارة العالمية و الجمعية البرلمانية لحوض المتوسط كان أجدادي الفينيقيون قادة التجارة العالمية و كان بلادي سوريا مركز طريق الحرير الرئيسي في العالم..
و اليوم جارتكم سوريا تنتصر على أعدائها لكنها جريحة تعاني من الإرهاب و العقوبات الاقتصادية الجائرة و هي الدولة المؤسسة في اتفاقيات التجارة الحرة منذ ١٩٤٧..!
و للأسف اليوم التجارة العالمية الحرة مع سورية هي تجارة الموت و الدمار.. حيث يدخل الإرهاب من حدود دول أعضاء في منظمتكم ليخرج منها نفطنا المسروق و قطننا و نفطنا و معاملنا و حتى أعضاءنا البشرية..! فهل التجارة الحرة التي نناقشها اليوم تعني ذلك..؟!
أين إجراءاتكم ضد القرصنة الدولية الموثقة بالأدلة الدامغة التي تمارسها تركيا ضدنا و بشكل ممنهج متعمد..؟! و أين إجراءاتكم ضد الإرهاب الاقتصادي و و ضد التطرف و الراديكالية..و هل العقوبات الاقتصادية تشجع على التجارة بين الدول ..؟
نتوقع منكم وضع برامج عمل واضحة لمساعدة الشعب السوري بالتخلص من العقوبات و دعم برامج التدريب و التأهيل و الدعم التقني و دعم جهود الحفاظ على الثقافة و التراث و مكافحة القرصنة الدولية و الإرهاب الاقتصادي..
و قبل حرية تبادل السلع نريد حرية و امن المنتج و المستهلك. و لا يقبل ان تكون التجارة مع سوريا هي عبور إرهابيين و منتجات مسروقة.
و نحن نريد أن نلعب بدورنا كشعب منتج و ليس أن نتحول إلى شعب مستهلك فقير ، و لا يمكن للتجارة المتوسطية أن تنجح بغياب احد أعضائها الفاعلين..
تذكروا جيداً أن سورية هي الدولة الوحيدة بينكم التي يمكن أن تصل حوض المتوسط بالعمق الأسيوي براً و بأرخص و أسرع الطرق.. و هذا وحده ما يحقق أفضل اندماج للتجارة المتوسطية مع العالمية.. نحن لا نربط فقط الشمال بالجنوب بل نربط العالم كله يبعضه..
و أخيراً .. يقال إن البرلمانات هي ضمائر الشعوب و نحن هنا نخاطب ضمائركم حول معاناتنا و الظلم الذي لحق بنا.. و نريد وضع حد لتجارة الموت و إعادة تجارة المحبة و السلام و الأمل بين شعوبنا.